رفيقة اللحظات وأسرار الحكايات
القهوة ليست مجرد مشروب، بل طقس يومي يحمل في رائحته دفء الذكريات وفي طعمه عمق الشعور، وهي حاضرة في ثقافات الشعوب كرمزٍ للضيافة والتأمل.

منذ لحظة تحضيرها، تُعلن القهوة عن حضورها الساحر، فصوت غليانها، ورائحتها المتصاعدة، يوقظان في النفس مشاعر الراحة والحنين. القهوة ليست فقط مشروبًا، بل هي تجربة حسية كاملة تبدأ من رائحتها الغنية وتستمر في طعمها الدافئ الذي يريح النفس. تُشرب القهوة في الصباح لتنشيط الحواس، وفي المساء لتأمل اللحظة أو مرافقة حديث دافئ. تختلف طرق إعدادها من بلد لآخر: فالقهوة العربية تُقدّم خفيفة مع الهيل، والتركية كثيفة بطعمها القوي، بينما تَبرز القهوة المختصة اليوم بأساليبها الفنية ودرجات تحميصها المتنوعة.
ورغم اختلاف الأذواق، تبقى القهوة أكثر من مجرد مذاق. هي لحظة صمت في زحمة الحياة، وذريعة للقاء، وأحيانًا وسيلة للهروب إلى الذات. في كل فنجان قهوة، هناك مساحة للتأمل، وهناك فرصة للحديث والمشاركة. في بعض الأحيان، تكون القهوة هي البداية المثالية لليوم، وفي أحيان أخرى تكون الفرصة المثالية للاسترخاء والتواصل مع الأصدقاء.
والقهوة، رغم كونها مشروبًا عالميًا، تحمل في طياتها تاريخًا طويلًا وثقافات متنوعة. من اليمن حيث يُعتقد أنها نشأت، إلى تركيا التي جعلتها جزءًا من ثقافتها، وصولًا إلى جميع أنحاء العالم التي أصبحت القهوة فيها رمزًا للضيافة والكرم. لهذا، لا تقتصر القهوة على كونها مشروبًا بل هي لغة عالمية نتواصل من خلالها، سواء كان ذلك في الصباح، أو أثناء الراحة بعد يوم طويل، أو حتى أثناء الجلسات الاجتماعية.
مشاركة
ما هي ردة فعلك؟






